يعد السكر الأبيض أحد أنواع الكربوهيدرات السريعة حيث يتم تصنيعه من قصب السكر أو الشمندر السكري ويعرف بأسماء أخرى مثل السكرلوز السكر البلوري أو الحبيبي، سكر المائدة، وعند إضافة دبس السكر إليه يصبح لونه غامق ويسمى بالسكر البني .
يتم إستعمال السكر الأبيض في تحلية المشروبات سواء منها الغازية أو العصائر المصنعة كما يتم إستعماله في أغلب الحلويات والمخبوزات ويعتبر أحد أكثر الأنواع إستعمال في المطبخ.
يعتبر السكر مادة خالية من القيمة الغذائية حيث أن كل ١٠٠ غرام منه تحتوي على ١٠٠ غرام من الكربوهيدرات أي السكريات ولا يحتوي على أي مادة أخرى كالبروتينات والدهون أوالفيتامينات والمعادن لكن أغلب الناس يعتقد أنه مصدر طاقة أساسي ومهم لإحتوائه على الكليكوز وهذا غلط كبير لأن هناك طرق أخرى لإنتاج هذه المادة من طرف الجسم وتحويلها إلى طاقة.
ياترى هل سألت يوما حول مايحدث في جسمك عند أكل السكر؟ وماهي الأضرار الناجمة عن إستهلاكه؟
وهل فكرت في قطع السكر والتخلص منه في غذائك؟
في كل مرة نستهلك فيها السكر ترتفع نسبة سكر الدم فيرتفع مباشرة هرمون الأنسولين لخفض هذه النسبة وتعديلها وفي كل مرة تتكرر فيها هذه العملية نصاب بارتفاع الأنسولين وبعدها ندخل في مقاومة الأنسولين والذي يعرف بمرض العصر حيث أنه يزيد إحتمال الإصابة بمرض السكري نوع الثاني وتصلب الشرايين وكذلك إرتفاع ضغط الدم كما يسبب أيضا في المتلازمة الأيضية مع إرتفاع الوزن والكبد الدهني ويعد السبب الأساسي في تكيسات المبيض لدى النساء.
وليس هذا فقط بل ويساهم أكل السكر في:
*إنخفاض المناعة بنسبة 50 في المئة حيث أنه يقلل من البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء ويسبب في قتلها وتكثير الضارة منها مما يجعل المستهلك يمرض كثيرا ويصاب باحتقان الحلق والأنفلوانزا بشكل متكرر وكذلك الإصابة بالتهاب المسالك البولية وغيرها.
*ارتفاع الإلتهابات في الجسم بنسبة 70 في المئة مما يزيد خطر الإصابة بالتعفنات والأمراض الأخرى
*توفير الوقود والغذاء للباكتيريا والمساعدة في نموها مايزيد صعوبة القضاء عليها
*توفير الوقود والغذاء للسرطان حيث يعد أحد العوامل الأساسية لنمو هذا الأخير.
*ظهور وثكاثر حب الشباب
*تدبدب مستوى الطاقة في الجسم وعدم التركيز لأن إستهلاك السكر الأبيض يرفع سكر الدم وعند إرتفاع الأنسولين لخفضه نشعر مرة أخرى بتعب ورغبة في إستهلاك السكر مرة أخرى مايساهم في دخولنا في دائرة مغلقة
*إستنزاف المعادن المخزنة في الجسم ومنع إمتصاص العناصر الغذائية
*إحتباس الماء داخل الجسم.
بعد ما عرفنا مدى ضرر هذه المادة على صحتنا دعونا نكتشف كيف يمكن منع وقطع هذه المادة السامة من أكلنا اليومي لكن قبل ذلك يجب التنويه إلى ضرورة خفض النشويات وإستهلاك النافعة منها كالبطاطس والبقوليات ومنع الدقيق الأبيض والمعجنات وكذالك صوص السلطات المصنعة وحبوب الفطور لإحتوائها على السكريات الخفية.
لذا يجب تتبع الخطوات التالية لتكون هذه المرحلة آمنة:
1/لا يجب التقليل من السكر ولكن يجب منعه نهائيا دون التدريج في ذالك
2/يجب وضع هدف لمنع السكر والسعي لتحقيقه حتى لا نعود لإستهلاكه مرة أخرى فمثلا عندما يكون الهدف فقط خفض الوزن بعدما نصل إلى الوزن المطلوب سنعود لأكله
3/يجب أن أحدد في البداية مدة محددة لقطع السكر حتى لا أحس بالتعجيز فمثلا عندما أبدا تحدي لمنع السكريات مدة 15 يوما ستبدو لي ممكنة لكن إذا قلت أني من اليوم لن أكل السكر طول حياتي سوف أحبط وسيبدو لي شيء مستحيل
4/يجب تحديد لائحة للأطعمة الممنوعة وعدم إدخالها للبيت لتفادي إستهلاكها وتعويضها بأكلات صحية
/عند شراء الأطعمة يجب الإنتباه للمكونات المكتوبة في العلبة وخصوصا الأنواع المكتوب عليها أنها خالية من السكر مع عدم إستهلاك الأغذية المكتوب عليها أنها خالية من الدهون لأنها تكون غنية بالسكريات الضارة والإنتباه للأطعمة التي تحتوي على السكريات الخفية مثل حبوب الفطور والصوص والياغورت والمعلبات …
5/عند البدء في قطع السكر يجب الحرص على بعض الخطوات لتفادي أو للتقليل من أعراض الإنسحاب والتي تضهر في الأيام الأولى كالصداع ،الخمول،العصبية ،الإحساس برغبة في السكريات،جوع…
لذا يجب :
شرب كأس كبير من الماء مع ربع ملعقة صغيرة من ملح البحر أو ملح الهيمالايا يوميا لأن الجسم يفقد الماء والسوائل الزائدة والتي كانت مخزنة في الجسم ويفقد معها مختلف الأملاح والمعادن كالصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم…
الإكثار من أكل الخضر الطازجة وخصوصا الخضراء منها كونها غنية بالمعادن والأملاح لتعويض النقص في الجسم
تخفيض نسبة إستهلاك النشويات وتعويضها بالدهون الصحية(زيت الزيتون الأفوكادو بذور الكتان …)والبروتينات كالبيض الدجاج السمك واللحم للإحساس بالشبع وإعطاء طاقة للجسم
إتباع الصيام المتقطع
التركيز على النشويات الصحية فقط والابتعاد عن الدقيق الأبيض والمعجنات والنشويات المضرة مع تعويضها بالصحية منها
إستهلاك الفواكه الطازجة أكثر من العصائر مع عدم الإفراط في أكلها وإستهلاكها من الأحسن في وجبة واحدة
النوم لساعات كافية بالليل مع تقليل التوتر والضغط النفسي عن طريق التنزه لساعات طويلة والتأريض الطبي.
إستخدام بدائل صحية للسكر وصنع بدائل صحية للحلويات والاكلات الأخرى مع عدم الإكثار منها ومن بين هذه البدائل سأذكر:
١/البدائل الطبيعية للسكر الأبيض
والتي يمكن إستعمالها من طرف الأشخاص الذين لايعانون من أي مرض صحي ولا وزن زائد أو مقاومة الأنسولين كونها طبيعية وغير مصنعة ولأن مؤشرها الجلايسيمي( يحدد مدى ثأتير الغذاء على رفع مستوى السكر في الدم)منخفض قليلا وهي:
عسل النحل الطبيعي
سكر جوز الهند العضوي
التمر
دبس التمر
2/البدائل الصناعية وغير الصحية للسكر
*الأسبارتام، والسكارين حيث تعتبر أكثر الأنواع إستعمالا في المشروبات الغازية والأكلات الخالية من السكر لكنها للأسف لها أضرار وخيمة على الصحة ممكن أن تصل إلى الإصابة بالسرطان ولا أنصح باستعمالها نهائيا
*شراب القيق، شراب الصبار أو أغاف شراب النشا …وتعد هذه الفئة من البدائل أكثر إستعمالا من طرف مرضى السكري والأطفال ضنا منهم أنها آمنة وصحية لكن للأسف فهي خطيرة وتسبب في إرتفاع سكر الدم ومقاومة الأنسولين مثلها مثل السكر الأبيض لذا لا أنصح بتاتا باستعمالها
3/بدائل السكر الكحولي:
بالرغم من تسميتها المضللة لكن ليس لها علاقة بالكحول كما يعتقد أغلب الناس وهي في غالب الأحيان صحية وأمنة في الاستعمال لكن الإكثار منها يسبب إنتفاخات في البطن وإسهال
وتتكون من عدة أنواع منها
المالتيتول ويتم إستخدامه في أغلب البسكوت والحلوى التي يكون مكتوب عليها دون سكر لكن بالرغم من كونه أحسن من السكر الأبيض فهو يرفع سكر الدم ولا يمكن إستهلاكه من طرف مرضى السكري
الكزايليتول السوربيتول والمانيتول تعد أحسن لكونها تتميز بمؤشر جلايسيمي منخفض لكنها يمكن أن تعطي إرتفاع في سكر الدم لذا يمكن إستعمالها من طرف فئة من الناس ويستحسن إستشارة الطبيب
الإريثريتول يتميز بمؤشر جلايسيمي منخفض يصل إلى واحد ولا يرفع سكر الدم ويعتبر إستعماله آمنا مع عدم الإكثار لتجنب الأثار الجانبية سابقة الذكر
4/ الستيفيا :
وهي نبات ذو مذاق حلو لكن دون سعرات حراريه ولا ترفع سكر الدم ويمكن إستعمالها طرية في المشروبات أو شراء السكر الخاص بها والذي يكون مختلط في أغلب الأحيان مع الإريثريتول وهذا جيد لكن إذا كانت معه مكونات أخرى فيجب الإنتباه وعدم إستعماله
5/سكر فاكهة الراهب :
ويعتبر أفضل محلي طبيعي وصحي يمكن إستعماله من طرف المرضى وأصحاب الحمية حيث أن مؤشره الجلايسيمي منعدم ولا يرفع سكر الدم وله فوائد أخرى على الصحة العامة حيث يتم إستخلاصه من فاكهة الراهب التي تنمو جنوب شرق آسيا.
بعد أيام من قطع السكر الأبيض مع الحلويات والمخبوزات والنشويات المضرة يبدأ الجسم باستعادة النشاط والحيوية كما يصبح التركيز أفضل ونبدأ بفقدان الوزن الزائد وخصوصا الكثلة الدهنية وصحتنا تتحسن للأحسن حيث تنخفض نسبة الإلتهابات والألام وتستعيد البشرة نضارتها.
لذا علينا ألا نتهاون في موضوع الصحة وأن نضع بين أعيننا هدف إبطال السكر الأبيض والتخلص من هذا السم في جسدنا.
ودمتم سالمين