محمد قاسو ابن الواحة التي نراها بعينيه…

اليومية المغربية17 أكتوبر 2024آخر تحديث :
محمد قاسو ابن الواحة التي نراها بعينيه…

متني مثقل

اثقلني الزمن باحماله..

هذا هو ابن الواحة ،هو يسكنها وهي تسكنه ،تكلمه حنينا ،ويكلمها لغة حمالة الم عن واقع حاله ،لكنه «لا يلقي بهاته الاحمال »،ولن يتركها رغم «أن الدرب ،،طويل والزاد قليل ،والجسد عليل ،»،يمشي عبر الذاكرة مسافة حلم كي يعيد ترميم أشكال تضاريسها ،لتبقى شاهدة على حكاية مرت احداثها بسرعة ،واراد الزمن أن يطويها طي الكتاب ،لكن ،،شيئا يجذبه «كجذب المغناطيس للحديد »،انه جذب القلب بقوة النبض إلى صحراء هي بمتابة،، وردة ازلية مترامية الأطراف ،،

مدُُّ بموجه إلى ساحل الأثر الخالد ،وجزر إلى أعماق الذات ،بحركة فيزيائية مسؤولة عليها انياط القلب ،شاء لها قدر العشق أن تستحضر ملحمة واحة تحمل معها حكايات وحكايات لانها،، ام ولادة معطاء،،ومن رحمها ،وفي قرارها المكين سلالة نالت نصيبا من هذا الاعتراف…

**محمد قاسو المنجم الذي يحفر في ذاكرته قصة لم تكتمل بعد**

،،هذه الايام طفت على السطح «كلمة ،،عطاش،،يتقاذف بها البعض فيما بينهم بالاحتقار والسخرية ،،يا لها من وقاحة»

هو تصحيح لتصورات راكمها المنجم ،لكن من خبر سره اراد أن يزيل هذا الوصف القبيح ويعطي من الوصف ما يستحقه ،لنقول غيرة على ابناء المنجم الذين حفروا باياديهم الأرض كي يخرجوا منها ماتبقى لهم من عرق التراب ،،،لقمة خبز ،،هم الذين تنطبق عليهم قاعدة ،«،الاجر مقابل العمل ،فكم عطاش تقاضى أقل مما انتج بسبب الجشع ،،،»

نعم ،،هذا ديدن ابن الواحة ،،لا يترك الأشياء المغلوطة تنفلت من زاوية نظره،يدافع عن الصواب ما استطاع إلى ذلك سبيلا ،لانه يعلم علم اليقين أن الذي هو خارج اللعبة لا يتقن قواعدها ،وهو الذي عاش مع هؤلاء ردحا من الزمن ،وخبر معاناتهم وهو صاحب الاعتراف «عملت سنين مع العطاشة اقدرهم واحترمهم واجلهم ،استفدت من تجاربهم وخبرتهم وحكمهم»،،هذا هو عين الاعتراف من رجل رأى في تلك العيون وهج الحياة وصبر الزمن عليهم ،ما لم يلامسه البعض بعلة عمى الألوان…..

*محمد قاسو كاتب منجمي ،،بتوقيع قاص ينتظر القصة الحالمة…..

وانا اقرأ قصته ،الاستاذ في باطن الأرض لاحت على خلدي عدة أسئلة ،،،من قبيل ،ما علاقة الاستاذ بباطن الأرض ،؟لماذا يتخلى عن سطحها إلى غاياهب القعر ؟ وغيرها من الأسئلة التي عنت فجأة على أثر القراءة الذي علق في ذاكرتي ،لكن ما إن نعاود القراءة بالتامل نبدأ بفهم هذا السر الدفين في مجريات هاته الحكاية ،

،«،ركبوا له البطارية في الحزام ،والمصباح في الخودة بدأ مزهوا في الطريق إلى فوهة المنجم ،،»، كان يعيش عالما ،نعيشه معه خباياه انه عالم المنجم ،باشيائه الموجودة داخله ،وبعمقه الذي حفر ليشكل في الأخير ما يسمى بالرياحة ، كلها مشاهد لم نخبرها نحن الذين لم نعش ولو لحظات قليلة داخل هاته الأرض التي انجبت ابطالا منجميين اكلنا بعرقهم خبزا ،وشربنا من تنهداتهم ماء مازال يتقطر من شفاه مثقوبة..

بين الظلمة والضوء كان الأستاذ يبحث عن سر هذا الضوء الذي يقتات من هاته الظلمة قليلا من الحيرة ،،

فكيف لنا ياابن الواحة أن نقتات معك وجبة غذاء في أعماق المنجم ؟ان هذا الطعام ربما يكفي أو لا يكفي با ابراهيم ورفيقه ،لكن ما يهمنا ،هي الحكاية التي سيرويها إلى رفيقه ،هي حكاية مؤجلة ،نتركها إلى ما تبقى لنا من الزمن……

**محمد قاسو ،،مانراه من قلوبنا ،،وما نسمعه من حكاية لم تٌروَ بعد**

محمد قاسو حكاية لم تنته بعد ،لان الخيوط الناظمة لها متعددة ،،،قاسو المنجمي المثقف باصول عمله، الخبير بادوات اشتغاله،،قاسو ابن الواحة الذي فرح لفرحها وحزن لحزنها،،قاسو الكاتب والقصاص الذي مازال يخفي ابداعه ،لانه مؤمن أن الجودة هي أساس الإستمرارية ،رغم أن كتاباته تزخر بالمتعة والجودة الفنية ،،قاسو الإنسان ذو الأخلاق العالية ،،،اعتبر مروري على حياته جزءا من الواجب الأدبي لانسان أحب واحته واتقن في مسار عمله ،وابدع في كتاباته ،وحق لي أن أقول هو نعم الرفقة الصالحة…..

ذ بوسلام حسن

علامة « »كلام محمد قاسو…..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق