متلازمة القولون العصبي أو القولون المتهيج

يمثل القولون الجزء الأخير من الأمعاء بعد المعي الرقيق وينتهي بالشرج حيث يثمتل دوره في امتصاص مابقي من ماء ومواد غذائية في بقايا الطعام ليشكل في النهاية الكثلة البرازية والتي يتم التخلص منها على شكل غائط.  ويعتبر المعي الغليظ موطن مناسب للبكتيريا النافعة أو الميكروبيوت والتي لها دور مهم في الهضم وفي إنتاج بعض المواد.

عندما يكون هناك خلل في التغذية أو في حركة الأمعاء الغليظة وفي بعض الأحيان تحسس هذه الأخيرة من بعض المواد وكذا بعض التعفنات في الجهاز الهضمي ما يؤدي إلى عدم توازن في البكتيريا النافعة أو فرط في نمو الضارة منها فقد يؤدي هذا إلى نشوب اضطرابات في القولون وبالضبط تكون متلازمة القولون التهيجي أوالعصبي.

فما هي أعراضه وكيف يمكن علاجه بطريقة طبيعية؟

يعاني الكثير من الناس وبالخصوص النساء من مشكل القولون العصبي وغالبا مايكون المريض يعاني من ضغوط نفسية وتوتر مايزيد من تفاقم أعراض المرض وهي كالتالي:

• آلام في البطن
• إنتفاخ
• غازات مفرطة وكريهة
• عسر في الهضم
• حموضة
• إمساك
• إسهال
• أو تزامن إمساك مع إسهال
• الإحساس بعدم الراحة خصوصا بعد الأكل…

لعلاج هذا الإضطراب علينا إتباع نمط عيش صحي يثمتل في تغذية متوازنة وصحية مع نشاط بدني منتظم والتقليل من التوتر ولهذا يجب إتباع بعض الخطوات من بينها:

إتباع حمية غذائية خاصة 1

(Régime pauvre en FODMAP)

لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع وبعد هذه المدة نبدأ في إدخال الأكل الممنوع واحدا تلوى الآخر وبكميات محددة مع تحديد الأنواع التي تسبب أعرض دائمة والتخلص منها في لائحة الأكل والتي تسبب أعراض عند الوصول لكمية معينة وتدوين هذه الكمية وكذا المأكولات التي لاتسبب أي أعراض والإعتماد عليها في التغذية اليومية.

تتمثل هذه الحمية الغذائية بمنع جميع مهيجات القولون وهي:

*الغلوتين وهي مادة توجد في حبوب القمح والشعير ومشتقاته من السميد النخالة والدقيق الأبيض… وكذا جميع المواد المصنعة التي تعتمد على القمح والشعير في مكونتها كالمعجنات والخبز والبسكوت والحلوى…ويتم تعويضها بالمواد الخالية من الغلوتين كالشوفان، الكينوا، الدخن، الحنطة السوداء والذرة .

*السكريات بجميع أنواعها كالسكر الأبيض، العسل، التمر … والإعتماد فقط على أوراق الستيفيا أو السكر المصنع منها مع الإنتباه لعدم خلطه بسكر كحولي.

*حليب البقر ومشتقاته من زبادي وجبن كريمي وتعويضه بالحليب النباتي كحليب اللوز أو حليب جوز الهند حليب الشوفان أو الأرز…. واستهلاك زبادي بدون لاكتوز وبالنسبة للأجبان فيمكن أخذ الجبن البلدي الطري أو جبن الموزاريلا والشيدر.

*جميع أنواع اللحوم المصنعة والمعلبة سواء كانت دجاج سمك أو لحم بقري كالنقانق والمرتديلا وكذالك اللحوم المدخنة والإعتماد فقط على اللحم الطري من لحم البقر الخاروف الدجاج السمك والبيض.

*الدهون المهدرجة منها الزيوت النباتية كزيت عباد الشمس والكولزا وزيت النخيل وكذالك المواد المصنعة منها من كريمات وزبدة نباتية مع الإعتماد فقط على زيت الزيتون زيت جوز الهند الغذائي وكذالك زيت أركان كما يمكن أخذ زبدة البقر والسمن البلدي.

*بعض الفواكه لإحتوائها على نسب عالية من سكر الفاكهة أو الفريكتوز كالتفاح المشمش المانجا الإجاص البطيخ والزبيب مع السماح باستهلاك الموز الأخضر الغير المستوي كثيرا الفراولة التوت الأزرق البرتقال الكيوي الأناناس والعنب.

*جميع البقوليات من حمص عدس فول فاصوليا بيضاء …

* بعض الخضر كالثوم البصل القرنبيط أو الزهرة الملفوف البازلاء الخضراء والفطر لكن يمكننا الإعتماد على أنواع أخرى كالبطاطس السبانخ الفجل الخيار الفلفل القرع الخص الطماطم الفاصوليا الخضراء الجزر الباذنجان وكذالك اللفت.

*بعض الفواكه الجافة مثل الفستق والكاجو أما الباقي فمسموح به .

2/ تحسين نسبة حموضة المعدة لرفع كفائة الهضم

وذالك عن طريق شرب نصف كأس ماء مع ملعقة صغيرة من خل التفاح أو عصير الليمون نصف ساعة قبل كل وجبة مع عدم استهلاك الأدوية المضادة للحموضة.

3 / الإعتماد على الصيام المتقطع في الأسابيع الستة التي يتم إتباع الحمية فيها لتقليل الإلتهابات وترميم جذار الأمعاء.

4\ تعديل وموازنة أي خلل موجود في الميكروبيوتا أو الباكتريا النافعة في الأمعاء كنقص أو خلل في نمو النافعة أو الضارة منها وذالك عن طريق تجويعها بمنع السكريات الذي إعتمدناها في الحمية المذكورة أعلاه والصيام.

أخذ البروبيوتيك من الصيدلية أو من المخللات الطبيعية والرايب البلدي دون سكر لزيادة هذه الباكتيريا النافعة وتقويتها لكن هذه العملية من الأحسن أن تكون بعد إنهاء الحمية أي بعد الستة أسابيع.

5/ أخذ مكملات غذائية لمساعدة القولون على إستعادة نشاطه ومعالجة الإلتهاب وكذالك الترميم

مثل فيتامينات ب12 ؛ فيتامين س؛ الزنك والمغنيزيوم مع الإعتماد على شوربة عظم البقر كونها غنية بالكولاجين والذي له دور أساسي في إعادة بناء الأمعاء .

6\ تقليل التوتر والضغط النفسي

عن طريق المشي يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل مما يحسن كذلك من حركة الأمعاء ومن الأحسن إتباع ضاهرة التأريض الطبي الذي سبق وتكلمنا عنها لما لها من فوائد

كما يجب النوم لساعات كافية في الليل والإعتماد على تمارين التنفس العميق والعبادات.

7/ شرب الماء الكافي طوال اليوم مع مضغ الأكل جيدا وعدم التكلم في الأكل وتجنب مضغ العلكة.

وبهذا أكون قد شرحت لكم بالتفصيل جميع الخطوات اللازم إتباعها للتخلص من متلازمة القولون التهيجي أوالعصبي لكن يجب أي يكون المرض مشخص من طرف الطبيب المعالج مع القيام بالتحاليل اللازمة لتفادي المرور على أمراض أخرى كما يجب التنويه أن كل شخص يختلف عن الآخر في تحمله لأكل معين لذا يجب الأخذ بعين الإعتبار هذا الإختلاف وتقييمه.

ودمتم سالمين